أقلام حرة

دقيقة من فضلك.. هل لنا في المسلسلات عبرة؟!..

محمود الدباس

يحكى انه اثناء انتاج المسلسل الشهير دالاس.. والذي عرض من اواخر السبعينيات وحتى اوائل التسعينيات.. وتابعه الكثيرون من ابناء جيلنا..

ولان شهرة المسلسل ذاعت.. واصبح عليه اقبال شديد.. اعتمد المنتجون حيلة لجعل نجوم المسلسل يخفضون مقدار اجورهم.. ولا يقومون بالضغط على المنتجين من اجل زيادة مخصصاتهم او بعض المنافع..

فكان المنتجون في الحلقة الأخيرة من موسم معين.. يجعلون كل الابطال في حفلة كبيرة.. ومن ثم يدخل مجرم مجهول.. ويقوم باطلاق النار على الجميع بشكل عشوائي..

فينتهي ذلك الجزء (الموسم) من المسلسل بذلك المشهد الدموي.. ولا نعرف من مات ومن نجى..

ثم يجلس المنتجون مع الممثلين للتفاوض على مقدار الاجور للموسم الجديد..
ومن يطالب بزيادة اجرته سيكون ممن ماتوا في ذلك الحفل ببساطة.. ولن يكون لهم دور في الموسم القادم..

ما اشبه هذا العمل بما يقوم به الكثيرون في حياتنا..
فتجد المنتجين للمسلسل منشغلين بالتجهبز لانتاج الجزء الثاني منه.. والكاتب يكتب وبخطط للجزء الثالث.. ونحن ما زلنا مندهشين ومنشدين لاحداث الجزء الاول الذي يتم عرضه علينا.. واخالهم يضحكون وهم ينظرون الينا ونحن على هذه الحالة..

فاصبحت حياتنا مواسم متعاقبة.. نندمج بما نحن فيه.. ولا نعلم ما يخططون له.. ولا نكلف انفسنا بمحاولة فهم ما ينوون فعله.. حتى وان تسرب الينا شيئا.. نحاول ان نقنع انفسنا بانه غير صحيح.. ولا نعطيه ولو نسبة ضئيلة من امكانية الحدوث..

ناهيك عن موضوع التفاوض في كل شيء.. حتى في تغيير المبادئ والتنازل عن بعض القيم والأخلاق.. ومن يقبل التنازل يستمر.. ومن يرفض يُلفَظ ويتم تهميشه..
وليت المقابل يكون ثمنا باهظا او عليه القيمة.. بل في كثير من الاحيان ارى من يتنازل عن قيمه واخلاقه يكون مقابل ثمن بخس.. او للتقرب من اشخاص يظن عندهم الرفعة.. فينطبق عليه مقولة “يا شايف الزول.. يا خايب الرجا” او “شاف القبة.. فكر تحتها وليّ”..

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page